Tuesday, April 29, 2008

أيــــامٌ لا تـــرحلُ



إلى سماح نايف أبو جراد وحيدة والديها
إلى حمدان أبو جراد عم سماح
إلى سليمان خاطر
إلي الجنديين مجهولي الاسمين اللذين وعد العدو – وهو القاتل- بالتحقيق في مصرعهما
إلى كل المصريين الذين ماتوا في رفح بطلقات معاهدة كامب ديفيد.. من علمنا منهم ومن لم نعلم


اقترب المساء
رفح تودع الأصيل

زمناً كان أو ذا خدٍ أسيل
الشمسُ على الأفقِ تميل
تخطُ آخرَ كلماتِ النهارِ
بحروفٍ موقدةٍ من نارِ
و الكروانُ مشبوبْ
هاجه إلى الليل شوقٌ
نادى لصلاةِ الغروبْ
تؤمُه نسماتُ الجنوبْ

الغرود تكتبُ سرَ البادية
صهباءُ مسَ سكونَها سحرُ الشفقْ
ظاهرُها الزهدُ و باطنها الشَبَقْ
حسناءٌ استلقت غافلةً
تلونت ثناياها بظلالٍ وردية

في انتظار عاشقٍ
يستجلي الأسرارَ الأبدية

الناسُ وديانٌ تكتمُ سرَ البيداء
تسكنُ عيونَهم نظرةُ المَساء
في الرملِ ونورِ الجمرِ
يطيبُ شايُ الصَحْراء
و الأطفالُ يجمعون الحطبَ من أطرافِ الرجاء

وكانت فراشةٌ ناعسةُ تهمسُ للرملِ أحلاماً تطالُ السماء
وإذا أزَ في الجوِ الفناء
وإذا تناثرتِ الدماء
وإذا الفراشةُ قد طالتِ السماء
تاركةً على الأرضِ أياماً لا ترحلُ
وشمساً طالعةً تشعلُ... أولى كلماتِ الفجرْ
بحروفٍ موقدةٍ من ثأرْ

Wednesday, April 23, 2008

صـوتـك
(دراسة تصويرية)
الى كل من يعشق صوتاً ما.
سؤال إجباري :
ما لون هذا الصوت ؟
ما طعم هذا الصوت؟

مهداة إلى صوتٍ يهمه أمري

سقطت في حبائل الذبذبات
كما يسقط الطير في العسل
ضربت بجناحٍ أسيرٍ أريد فكاكاً
وأمرني جنوني أن أزيد التصاقاً

صوتك ناسك دينه الحرمان
فيه رائحة ورود الشفق
ضممتني بين ماء و زبد
غِران في بحر عليهما السلام
يوقنان ان الوالدين
حاضران في بر الأبد

ندم الخطيئة أرجمه بقُبَل المغفرة
هديل يمام الصباح يطير في الحنجرة

طفل يلهو بالدنيا و بالأناشيد
يجهل أن القدر رسَمَه الوريث الوحيد
لمجد الشهيد
صوتك أوسمة من تَرَفُع النبلاء
من عهد ودع الشهداء
صلصلة نياشين نحاسية مكتومة
معلقة في صوتك
مكلومة

فخر الشهيد و يُتْمُ الانكسار
الطفل يسأل أين عزيز الدار
دمعة آبقة تحرق الأوتار
ألا فلتَرْغَمَ أنف الانتصار

نبراتك تنثر الدفء
على وجه الانتظار
بحر من الشجن الفضي
تتلألأ فيه آلاف الأقمار

كلمني يا حبيبي أرني
القمر يسطع في النهار
اسمعني جوقة جبلية
تعزف ألحان البدائية
و الحلم والوحشية
و كَبَدٍ جُبِلت عليه
نفوسنا البشرية


Sunday, April 20, 2008


في وطنـــي

إلى أبناء وطنى فى محابسهم أنظارنا معلقة بباب السجن

وأيدينا ستدكه دكاً في وطني لا يلد السؤال جوابا في وطني يلد السؤال خرابا و يعيش الجواب شهيداً أو كذابا في وطني السؤال صرخات سياط و الضمير شعرةٌ على الصراط و الجواب معتقلٌٌ على ذمة الاحتياط

يدمي قيوده .. ينتظر العفو

في عيد الثلاثين من شباط في وطني ننتعل الأرغفة ونلوك الفراغ و النعال يشتهي الكهنة بوْل القديسين وللمرضي وُصف بْول الجِمال في وطني ما أكثر الأغلفة ملونةٌ لهدايا السفاح ملوثةٌ لوأد الصباح في وطني ما شئت من ظروف معطرةٍ تفيض بالعطايا أو طارئةٍ تبتلع الضحايا في وطني السيادة "مقدسة" ذات دلال ميساءُ القدِ تتثنى على تقاسيم الحال سيادة فواحة بنكهة الأموال في وطني تؤسر العذارى يُدفعن لعريس خشبي أخرق و تخضب أجسادهن و هن البكارى بخضاب أمني أزرق خضاب لا يزهر على شجر ينضح من أكف الخفر

ياللأجساد العانية والسوءات المتوارية من الشحنة العاتية في الأسلاك العارية في وطني تُحلب المكوس من أثداء الرجال ..و من النفوس تُحلب المكوس عِهراً و لا يدفع القواد مهراً في وطني زهور بيضاء في وطني براعم أنبياء لن تراهم ، لكنك سترى فرساناً تمشي على الماء

Thursday, April 17, 2008

وجهـــــك
(دراسة تحليلية )

كرضيع أسكره الشبع
كرضيع أسكته الدفء
تضع رأسك في حجري
جبهتك في مرمى الشفتين

أعشقها و أرشقها و أرشفها
وليذهب المنتهى إلى الجحيم

آخذ وجهك في الكفين
هو النهر في ضفتين
تأخذني العينين
قاربين مقدسين
فيهما كل ما حمل الطوفان
صخب النسوة يوم السوق
والذكريات في صندوق
و الود المسكوت عنه
أصدق وعداً من المنطوق

قاربين حائرين
تلمع فيهما ضيعة السراب
و مجد الشهيد
و أمل القادم من بعيد

دمعتان موجتان
دمعتان موجعتان
على وجه العاشق
على وجه المعشوق
أي وجه هو لي
و أيٌ هو لك
تشابكت الخيوط
تداخلت الظلال
وتقاطعت الخطوط
و ذاب الحال في الحال

وتلك الجبهة
ختمت عليها
وأصبحت من أملاكي
جبهة حرب
جبهة حمقاء في الزمن الصعب
كثبان رمال
سُطرت عليها أيامي
قهرتها أنفاسي بغير قتال
على صدرك تتكسر النصال
و أنفذ أنا
مرغت كياني في الخطوط المرهقة
جبهة حزيران
خطوط النيران
خطوط الأحزان
فقدت عقلي في الميدان
إن الشهيد ليس يرجع
و لكن ترجع الساعة والخاتم
والنيشان
جميعاً تعرف العنوان

وجهك الفيضان
له السطوة و له الطغيان
تغرق قبلاته الشطآن
وجهك حنان الماء
و طعم أول مساء






Tuesday, April 15, 2008


إلي طفلَيَ محمود وليلى

لم أجد أصعب من الكتابة عن الأمومة ، و كلما حاولت جاءت الكلمات هزيلة والصور مشوشة
و لكن يكفيني شرف التجربة

المخاض قدرٌ يدق باب الرحم
يسوق بالسياط كتائب الألم
هادرةً تتجمع في الأفق
لتدك في جوفي بوابة العدم

ينشق ظهري و يبتسم
لذلك القادم من العدم

العين تلمع
و الثدي يدمع
و القلب يسمع
دبيب الحياة

مسبل العينين
مقفول الكفين
يراني و يدري من أكون
ينشب في ظفراً حنون
مصرٌ علىَ في جنون
سيدٌ ومسكينٌ و ملعون
يسترققني و حول عنقي
التف حبله السري
و هل لي أبداً من فكاك
و الأسر مرٌ حلو الأشواك






وصيتـــي
كتبت يوم 23\5\1989 وكنت فيه الأشد يأساً و لعل نشرها يعجل بالخلاص
وقد قمت بعمل بعض التعديلات العاكسة لقرابة عشرين عاما من انتظار النهاية


إذا مت فانثروني من فوق الجبل في يوم عاصف
تبعثرني غضبة الريح كيفما شاءت
هذي عيني في السحاب الدامع
من أصابعي ينمو الغاب على ضفة النهر
حبات قلبى تسكن براءة البشر
وذرات شعري تبيت في حقل أخضر

وزعت ما أملك على الدنيا
و أنتم يا من ستلحقون بي
أما وقد أصبحت فيكم
أوصيكم وصيتي
فلنتوسد الرياح
وندفن في الهواء
الحياة قبضة ريح
و الخلود كُتب لمن لا يستريح
لمن أسلم نفسه لأنفاس الأثير
فلنشيع الموت إلى مثواه الأخير



Monday, April 14, 2008


أرض كنعان
كتبت في مايو 1989 ولكن ظلت نهايتها حائرة حتى تمكنت منها وتمكنت هى مني الآن

الناس حرير وقطن وصوف و كتان
نسيج ثوب عروس من أرض كنعان

الأيام خالية البال
و تصايح العيال

الأقصى والكنيسة
و رائحة البرتقال

و العروس تتجمل عطراً و زهراً
وزيتوناً و أملاً
وتشبك الدنانير الفضية
في جدائل أبدية

عرس الموت تؤمه الشياطين
سقطت طبرية في دماء الرياحين

الحرير ...حديد و قيود
القطن للجروح
في وطن مذبوح
الصوف ملفوف على الأعناق مشانق
امتلأت الحلوق بالدم الخانق
و الكتان...الكتان للأكفان

مواليد وشيوخ
طفح كيل القبور...والشروخ
واذا الموؤدة سئلت
بأي قذيفة قتلت
أهى قذيفة نظيفة؟
أم رصاصة صديقة؟
ام انهار عليها الجدار
بصاروخ عليه اهداءات
من أطفال صغار





طلب مقدم لشيخ العرب

تحية طيبة وبعد


مجدمه لكم طلب من أصل وصورتين

الأصل موجود في الفيوم وجنا والبدرشين
ع الحجر في المعبد تلاجي النجش
و صورتي جِدامك ع الورج
حجج زين
تلاجي ذات نفس الوش

ده عن الأصل أما الصورتين

أجدم لك نفسي
أنا عبد الله
جبطي فلاح م الوادي
وده أخويا عبد الله
فلاح مسلم ويبجى عم ولادي

طلب الحصول على الجنسية المصرية
بالأجدمية
وسنين ياما في الخدمة العسكرية

عايزين دار وسجرة مروية
وعيالنا تجري حوالينا
نظيفة وعفية

واللي يحبنا يا شيخ العرب
ما يُضرُبش عاد نار
الطخ فينا عداوة يا بوي
و النار عن تجيب التار

و في الختام نحيطكم علماً إن ده ماهو طلب
ده حج وجب
وف حالة التأجيل نخطركم آسفين


بإنــــــذار علـى يــــد شــــعب


راح ياخد مصريته ..دينه و دنيته
بالذوج أو بالغصب






قمـــر من رمــــل

يحكى أن رملة كانت تحب المساء
و تلاحق القمر المنثور حريراً على صفحة الماء
تنام النهار وتقوم الليل كله تناجي فضي الضياء

ذات نهارٍ أيقظتها نشوة الحلم وهزها شوق اللقاء
و كانت محارة تتثاءب ، فرأت الرملة في جوفها
ما تعشق من بهاء فضي في السماء

أسكن القمر هناك؟

فهُرعت مع الماء الداخل الي المحارة
و انقفل أبداً باب المغارة
فإذا الظلام دامس
والموج ضحكٌ هامس
أفاقت كعاشق مغدور
أن قولي للبحر وداعاً و انسي النور

فسعت الرملة للخلاص ما سعت
فأدمت المحارة فأدمعت
آلاماً وأناتٍ تحجرت
و اختفت الرملةُ...اختفت
في فيضٍ من بلور منهمر

وبعد أن مر من الدهر ما قد مر
صارت المحارة يسكنها قمر

Sunday, April 13, 2008


شريـط أســـود

أنا في حالة حداد عام
أنا في حالة حداد تام
انا في حالة حداد دام
قبل وبعد الميلاد

ولحد امتى الشرانق و الأرحام
تحبل و تولد هلام في هلام
أرواح في أجسام انزرعت
تعب وجري وشقا وزحام
وفـ وقتها المعلوم اتنزعت

والخلود موجود مش أمر محال
لا يجي بمنصب ولا بكتر المال
و لا هو صعود على الجماجم
وكتاف الأتباع
زي الضمير لا ينشرى و لا ينباع

الذكرى الخالدة سرها وياك
قابله عريان حسناتك ساتراك
قابله جعان دعواتهم كافياك
قابله شهيد أشلاءك لماك


Saturday, April 12, 2008

مــــانشيت

أيتها الشياطين المغردة
حومي حول عرش السيدة
و اتلي سوراً بائدة
وامزجي النبيذ بدم الرضيع
في الكئوس ...على المائدة
أضيئوا القاعة
و لتبدأ المأدبة

يا شياطين العرش المرتعش
متي يأتي يومٌ بحق السماء
نطوي فيه جرائداً
لا تتقطرُ منها الدماء؟

أيتها الشياطين
ألا ياتي لنا يوم
و ليكن يوم الدين
نقرأ في العناوين

لم يمت المريض إهمالاً
ولاسرق الشبندر مالاً
و إليكم هذا المانشيت
يحدث في مصر لليوم الثالث
خلا الطريق من قتلى الحوادث
لم تسحق امي في الطابور
لم يقطعوا عنا النور
لم يوأد المسافرون في البحور

يا شياطين الغضب المرتعد
أريد أريد أن أفتقد
صورةََ قوادٍ فاز بالكأس
و طفلاً مات برصاصةٍ في الرأس

Thursday, April 10, 2008

رأس لم يصبه الرصاص بعد


أسئلة تعوي في رأس لم يصبه الرصاص بعد
1- هل من واجه المصريين في المحلة قوات"أمن" من مصر ؟
2- هل كانت لدي هذه القوات تعليمات بإطلاق الرصاص الحي على الرأس مباشرة؟3- هل تلقت هذه القوات تدريبات في اسرائيل ؟
4- أم إن من أطلق الرصاص الحي على رءوس المصريين كانت قوات إسرائيلية؟
إلى أحمد محمد مبارك-15 سنة- الذي قتله "الأمن" برصاصتين حيتين في رأسه وهو واقف في شرفة منزله يوم 6\4\2008 في المحلة الكبرى


أيها العسكري
أخي في العيش المصري
السلاح في يدك قد فقد الأمان

أما تحسست حذاء القائد على عنقك
أما أحسست الثِقَلَ من قديم الزمان
اضرب في المليان
في شرفة أو في دكان

أوامرٌ وتعليمات
الطفل برصاصك مات

(صوت القائد)
ليكن فالأجل آتٍ آت

أخي المصري
ايها العسكري

فلتطلق على رأسي رصاصاً رحيماً
نيرانك تطفئ فيها جحيماً مقيماً


ولكن مهلاً
اطلق النيران على ضميري قبلاً
فإن هدأ رأسي و سكن
وانتصرت القوات
تجد الضمير تحت حذائك

مبصراً يستعصي على الممات

Wednesday, April 9, 2008

وردة مجففة

كتبت هذه القصيدة في 25\5\1989 .وهي –لي- كوردة جففتها بين صفحات الزمن ونسيت أمرها ،
ولما عثرت يدي فيها وجدتها ما زالت تحتفظ بأريج الشباب المبكر

ارقص لي يا حبيبي رقصة أخيرة
يصحبك كماني الحزين
تبعد وتدنو مني
تلبي نداء لحني
وذراعيك تلتف حولي
وأنا أعزف ..
ويلي
اكره لحني و هذا الوداع
و لا اريد أن أتوقف

و مع آخر نغمة وآخر الرقصة
انام من التعب والبكاء على آخر قبلة

وفي الصباح
تكون ورود المساء قد ذبلت
و أجدني
مع قوسي و أوتاري خلف باب الذكرى

قهوة سادة

رحلت عني
فلأجلس في مكانك
افترش دفء كيانك
رفعت الى شفتي
كوب قهوتك الفارغة
لأشربَ كلَ الظمأ وحدي
و الأيام مطارق كما بها عهدي
أموت بها وتحيا هي من بعدي