Tuesday, February 19, 2008













الذكريات مثل البصمات لا تتطابق. وهذه صور وعتها الذاكرة . و ساعد الذكريات على الثبات انني مازلت أسكن في نفس البيت الذي ولدت فيه عام 1965.
هذه ليست قصيدة في رأيي ، و انما ومضات و صور من الماضي لأعزي نفسي عن ذاكرة انفرطت حباتها في صحراء الزمن.


قبــــل ما انســــى






بعد سبعة وستين ..فترة صعبة
إن طفل يتربى
و يوعى و يخاف
ف جو حرب استنزاف






يعني نطفي النور و نرد الشيش






وبابا يلبس جيش






و حالة حرب يعني كار الحكما والطب
مجندين في المستشفيات
يبقي ممكن أبات لوحدي ساعات

كانت الشبابيك مدهونة أزرق
متخططة طول وعرض بشريط بيلزق
وقدام كل بيت
طوب أحمر مبني حيط
ومتاريس أكياس رمل
نطلع عليها ونلعب حرب
العرب و العدو وقوات طوارئ
وجولدا مائير مثلها الواد طارق

و كان فيه زي للكمساري
ومصطبة عالية بتندة للعسكري
عشان يبان لما ينظم المرور في الميدان
وفي زفة العروسة كان لازم رقاصة بشمعدان

و كانت اللعب صفيح وخشب
عروسة بشعر صوف



وأراجوز و فرقع لوز
و نحلة و طيارة ورق ورق



وعرايس قش وعرايس وطين

أما الغدا فمعاده الساعة اتنين
أنا لسه متذكرة
فراولة بلدي صغيرة
و قوطة جامدة مسكرة
وخيار كان له ريحة

والبيت كان فيه تسريحة
عليها فازلين ولافندر
شبراويشي
وبودرة مكس فكتور
و مكنة حلاقة معدن
صيني أو من لندن

ف لبس الستات لازم فيليه شراب
و محدش كان لابس حجاب
إلا ستي وهيبة و ستي فتحية
و ست وديدة المسيحية
كانوا جيران ف العمرانية

ونولع الراديو و نسمع
أستاذ قمحاوي* ف محو الأمية
و فؤاد المهندس الصبحية
**يقول كلمتين



و كان فيه إذاعة فلسطين
راحت فين ؟

ولو شغلنا التليفزيون
الصورة ما تجيش على طول
تسخن لمضه بعد شوية
أما الصوت شغال م الأول
و كانوا قناتين أبيض و أسود
و الإرسال يبدأ ف العصر


حوش البيت كان كله نجيل
و ف وسطيه تمثال لجمال
وكان فيه يوم سنة سبعين
وانا يدوب خمس سنين
الشارع مفهش حس
مع إنه مش أجازة
القرآن شغال ف الراديو
وع الشاشة جايبين جنازة
الكوبري أبو أسدين ..عارفاه
قالوا عبد الناصر و قالوا وفاة
عربية بمدفع شايلاه
وكل الناس دي ماشية وراه

آخر جنازة أوعى عليها
لزعيم...... يمشي فيها
شعب مصر الكريم


*
عبد البديع قمحاوي أول من قدم دروس محو الأمية في الراديو والتليفزيون
** برنامج كلمتين و بس لفؤاد المهندس -إذاعة البرنامج العام

1 comment:

Ahmed Rashwan said...

المجد للتفاصيل
تحيا الذاكرة ولكن..ا
علينا ان نحتمل الألم
تحياتي